lundi 27 avril 2015

قصة قصيرة [ القمر يتبعني! ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم؟

أتمنى أن تكونوا بألف خير

.
.
.

حالما ضغط زر التشغيل الخاص بالتلفاز صرخ رجل في إعلان ما:

ـ هل تشعر بالملل؟ لا تملك أصدقاء؟ المنزل فارغ وتشعر بالوحدة؟

قهقه الشاب بهدوء متململاً وكاد أن يغير القناة لولا أن الرجل اختفى لُيظهر صورة لجهاز ما:

ـ الصديق الذكي! إنه لا يُشعرك بالملل، ولا يتخلى عنك! الأفضل على الإطلاق!!

ـ أنا لا أشعر بالوحدة مطلقاً ففي الليل يلحق بي القمر أينما ذهبت، حتى لو غافلته الغيوم وأرغمته على الاختباء فإنه ما يلبث أن ينير لي دربي منبهاً إياي أنه
معي طوال الوقت ولن يتركني حتى ساعات الشروق!!

غاصت به ذكرياته ليعود إلى ماضٍ قديم مر عليه سنوات فقد فيها الكثير وهو يتمتم:

ـ أبي! زد السرعة قليلاً.. أرجوك، هيا بسرعة!

انفرجت شفاه الرجل باستغراب:

ـ لماذا؟ لقد قلت أن والدتكَ ليست في المنزل الآن!

عاود الطفل ليقول جملته ثانيةً بحماس أكب وهو يلتفت تارة إلى الخلف ليلقي نظرة إلى ما يقبع خلف السيارة مستقراً في السماء حالكة السواد وتارة آخرى يراقب قدم والده إن كانت تضغط بقوة أكبر لتزيد سرعة السيارة.

بدأ الأب بتخفيف السرعة حالما لمح إشارة المرور تتحول إلى اللون الأحمر فاستاء الفتى معبراً عن ذلك بإخفاض رأسه قليلاً مع تكتيف يديه وتكشيرة مضحكة:

ـ لقد لحق بنا!!

تململ الصغير من الانتظار وراح يراقب الاشارة تتحول ببطء إلى اللون الأخضر ثم عاد الحماس إليه قافزاً في مكانه بلهفة:

ـ الآن يا أبي! الآن! هيا بسرعة سيستطيع اللحاق بنا مرة آخرى!

ابتسم والده وهو يراقبه سعيداً هكذا:

ـ على رسلك يا عزيزي! من هو الذي سيلحق بنا؟

ألقى نظرة خاطفة خلف السيارة الحمراء التي يقودها من خلال المرآة التي تعتلي الزجاج الآمامي إلا أن عيناه لم تلتقطا أحداً بالرغم من أنه لم يكف عن تفقد المكان بين فينة وآخرى.

ـ ألا تراه يا والدي؟ إنه القمر المضيء وهو يلحقنا منذ خرجنا من المنزل وحتى الآن!

قهقه الأب بخفة:

ـ إنه لا يلحقنا بل إنه موجود فوقنا والجميع يراه في ذات الوقت الذي نراه نحن ما دام الليل قد حل!

عادت تكشيرته وهو يردد بخفوت:

ـ إنه يلحق بنا ولكنك لا تعرف! أنا أستطيع أن أراه الآن فكيف لأي شخص بعيد عنا أن يراه معنا؟ انظر.. انظر إنه يتبعنا أينما ذهبا!

ابتسم بهدوء دون أن يضيف كلمة آخرى فماذا سيحدث إن أعتقد طفل صغير أن القمر يتبعه؟!

.
.
.

أرائكم؟ إنتقاداتكم؟ أرحب بكل شيء ^.^

في أمان الله ورعايته وحفظه


from منتديات مكسات http://ift.tt/1b6Biak

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire