تدعو الإله وترجو حسن خاتمةٍ * ما إن بك ازدادت الأسقام والتعب
فحسبنا الصبر في البلوى إذا نزلت * نرضى بما قدّر المولى ونحتسب
2/3/2015 ، هو اليوم الذي كنت أخاف قدومهُ كلما نظرتُ إلى والدي والأمراض تجهده.
بِتُّ معه يومين في المستشفى ، ساعاتٌ مرّت بين دعاء وبكاء، وفي صباح يوم الإثنين في الساعة الثامنة أستيقظت بعد أن غفوت ساعةً فإذ الطبيب يجس نبضاته، فإذا هو ميت. تمنيت حينها لو أني لم ستيقظ.
قبل شهرٍ واحد!، كنت قد ذهبت مع والدي وأخي الأصغر لزيارة (مقبرة الشهداء) لنسلم على خالي، ولم أتمالك نفسي حينها لأمنع نفسي من البكاء،
فإذا بي أعود بعد شهرٍ واحد! الى تلك المقبرة لأزور والدي.
لم أفق من صمدتي بموت عمّتي قبل والدي بشهرٍ واحد! حتى صدمت بصدمةٍ أكبر منها.
رحمهم الله جميعًا وأسكنهم فسيح جنّاته.
أجد نفسي عاجزًا عن رثاءه لكني كتبتُ هذه الكلمات الى أن أكتُب غيرها لأؤدي حقه.
مع ذلك رثاهُ من هو أشعر مني:
صديق والدي العم أبا حذيفة:
(صلاح الدين عيادة أمين الوليد)
فقدنا برحيلك جمال العبقرية، وأبيت إلا ان تودعنا شامخًا، والخالدون عهدنهُم أحياءَ، إلى جنات الخلد أبا إيثار، إنَّك بحق بنيان قوم تهدَّما، وعزاؤنا أنَّك ستظلُّ بيننا في كل فعل وقول.
صَحِبَ الفراقَ، وزارها إلماما
وأذابَ في سيلِ الدموعِ سلاما
وتبخْتَرَتْ رجلاهُ في ترنيمةٍ
تحكي جمالاً مُتعبًا، وغراما
صحبَ الفراقَ بخافقٍ معلولةٍ
دقّاتُهُ يترقّبُ الأسقاما
شزرًا لها يرنو بكلِّ شموخهِ
ليُعانقَ الأشجانَ، والأوهاما
تبكي مشاعرُهُ الحسانُ بلهفةٍ
لتُميطَ عن وجهِ الرَّحيلِ لثاما
وتُميتُهُ في اللحن أنَّةُ صابرٍ
عشقَ الهيامَ، فمات فيه هياما
يُذريه لحنُ السافيات برحلةٍ
أمستْ تُعانقُ للمقامِ مقاما
وينوشُه لحنُ العذولِ بحنكةٍ
كالرّيح تحملُ في الرّحيلِ ضراما
يمشي، ويُرخصُ للعيون مدامعًا
وافته تَتْرى، والحنينُ تسامى
ويُعلِّلُ الروحَ الحزينَ بضحكةٍ
ماتتْ بقافلة الفراقِ كلاما.
وصديق والدي العم أبا مصطفى
وفقدان الاحبة ليس هينا
فهم والله في روحي حضور
وما عندي سوى شوق ودمع
وحزن بين اضلاعي يدور
فيا حزن الشموس اذا تهاوت
كواكب وانزوت عنها بدور
ابا ايثار ان الموت ادمى
قوافي في محبتكم تمور
فصبرا ثم صبرا ثم صبرا
فما في هذه الدنيا سرور
في وداع الأخ الحبيب الشيخ صلاح عيادة الوليد
شيخ العَروضيين
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلُ
كوقع أنشودةٍ من فيك تنهملُ
*
مستعجلٌ راحلٌ قسرًا، وبعدُ بنا
لك اشتياقٌ..، تريّث أيها الجبلُ
*
كنّا نريدك أن تلقي قصيدتنا
من وحي نبضك فينا حين نحتفلُ
*
وأن تجود بدمعٍ ماؤه فرحٌ
بعوْد مَن قبل دهرٍ غاشمٍ رحلوا
*
(صلاح) يا شيخنا هزّ العصا غضبًا
على فتىً هائمٍ بالشعر يرتجلُ
*
محدودبًا، عابسًا حزمًا، تذوب أسىً
لأحرفٍ هزها في نظمها عجَلُ
*
علّمهُ أن احتدام الشعر منضبطٌ
وليس هرجًا كنقر الدف يُفتعَلُ
*
ماذا أقولُ إذا ما غبتَ مبتعدًا؟
أآفلٌ أنت مثل الصحب إذ أفلوا؟
*
أهاجرٌ هذه الدنيا لآخرةٍ
وتاركٌ خلفك الأكباد تبتهلُ؟
*
لعل نومك أجدى..، فاغفُ في دعةٍ
والصاخبون بما لم يُجْدِهم شُغلوا
*
كفّي لعمق سماء الله رافعةٌ
دعاءها، علها يا صاحبي تصلُ
*
أرجو الكريم الذي يممتَ ساحته
أن تُصطفى مع من مِن حوضه نهلوا
*
وأن تحلّ كريمًا تحت رحمته *** مع الذين جوار المصطفى نزلوا
والشيخ عبد الحميد جدّوع،
وقصائد لم أقرأها بعد
=========================================
ولد في مدينة الفلوجة سنة 1379 هـ الموافق 1959 م .
درس العلوم الشرعية والعربية في المعهد الإسلامي في الجامع الكبير في الفلوجة ثم في معهد الرمادي 1974م .
اشتغل بالتدريس والخطابة منذ نهاية السبعينات .
أكمل الدراسة الجامعية للسنة الدراسية 1984 / 1985 م .
عين إمامًا وخطيبًا سنة 1986 م وتنقل في العديد من جوامع محافظة الأنبار .
اشتغل بالتأليف منذ سنة 1995 م فألف كتاب الأمن والسلام في ظل الإسلام وعددًا من الكتب الأخرى منها النوافل بعد الفروض مباحث في علم العروض والفرائد والقلائد فضلا عن عدد من الكراسات الشعرية وكتاب ملحمة الفلوجة الذي شاركه في تأليفه عدد من الكتاب .
أفاد كثيرًا من اتصاله بالعلامة الشيخ جلال الحنفي وذلك بعد تأليفه كتابه( إزالة الغموض) هذا وبقي يراجعه مدة سبع سنوات حتى انتقل الشيخ الحنفي إلى جوار ربه و قد حصل منه على تقريظ زين كتابه .
اشتغل بالصحافة منذ سنة 2003 م فكان المشرف اللغوي في صحيفة صوت الحرية وله عمود بعنوان رؤوس أقلام ثم صار عضوًا في لجنة فحص النصوص في مجلة روافد ثم أسس صحيفة التبصرة وكان رئيس تحريرها ثم صار مصححًا لغويًا لمجلة بنت الإسلام صار رئيس لجنة العروض والقافية في المجمع الثقافي والأدبي في الفلوجة سنة 2009 م.
دهانا الموتُ وانكسرَ الجناحُ = فما يجدي الغدوُّ ولا الرّواحُ
هي الدّنيا إذا ضَحِكتْ ترَقَبْ = عبوساً حيث يملؤُها الصِّياحُ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire