. لِمَ دائمًا نعاقب جميعًا على شرٍ اقترفهُ أحدُنا ؟!
. ماذا لو طغى جانب الشر على جانب الخير فينا ، حينها ماذا سيحدث ؟
. ألا يمكن أن يصبح العالم خالٍ من الشر والطغاة ليعمّ الخير والسلام فيه ؟
لمَ ، ماذا ، كيف ، هل .........الخ
. ماذا لو طغى جانب الشر على جانب الخير فينا ، حينها ماذا سيحدث ؟
. ألا يمكن أن يصبح العالم خالٍ من الشر والطغاة ليعمّ الخير والسلام فيه ؟
لمَ ، ماذا ، كيف ، هل .........الخ
تساؤلاتٌ شتى لطالما راودت ذهني ، تتمحور حول فكرة وجود الخير والشر ، رغم شعوري بأنها كانت تساؤلات غريبة
قليلا إلا أنّها بالفعلِ قد راودت أذهانَ العديد منّا ..
الخير والشر عنصران متواجدان في أيّ كائنٍ كان على وجه الأرض ؛ بل الكون بأكمله أبى إلا أن يكتنفهما .. إذ لابد وأن
يستقيا من عوامل الطبيعة ما يعزّزُ ظهورهما .. ويرفع من شأنهما .. ليبقَ الإنسان حائرًا بينهما ، حيث جمع بين الخير والشر
حاملًا إياهما على كنفيهِ بإرادة المولى جلّ علاه ، فلا هو معصومٌ من الخطأِ عابدٌ أبدَ الدهرِ كملائكة الربّ الأخيار ، ولا
هو خارجَ الصوابِ عاثٍ للفسادِ أبدًا كشياطينِ إبليسَ الأشرار ..
فالإنسانُ كائنٌ لذاته ؛ وماهيّة الإنسانِ هو ما يوجد بداخله ( الوجودية ) وبناءً عليها الأخلاقية التي تنطلقُ من الذات يترتبُ
عليها أنّه هو الذي يضع القيمَ فيصنع الخير والشر .. أي أنّ الإنسان بأفكاره ومعتقداته يجذبُ الخير والشر .. و بإمكانه
السيطرة على نفسه حين يجدَ ما يساعده على ذلك ، وكذا جُعل الإنسانُ مسؤولًا على نفسه ..
بناءً على ذلك ؛ بدءًا من مشاورتنا لأنفسنا ووصولًا إلى قراراتنا .. هل سألت نفسك يومًا عن منبع الخير والشر في الإنسان ؟!
هناك قوتّان خفيّتان بكل إنسان ، فقوة الفطرة هي ما يحفزك لفعل الخير وإدراكه .. لقد جُبلّ الإنسان منذ ولادته على قبولِ الحق ،
فحينما تشعرُ بتأنيبِ الضميرِ ، الرغبة في فعل الخير والصدود عن الشر .. ثق بأنّها الفطرة الإيمانية التي خلقنا الله عليها
، لقوله عليه الصلاة والسلام : ( ما من مولودٍ إلا يولدُ على الفِطرةِ ، فأبواهُ يُهوّدانهِ ويُنصّرانهِ ويُمجّسانهِ ) . رواه البخاري
بينما قوة النفسِ الأمارة بالسوءِ هي ما يُرّغبك لفعل الشر وارتكابه .. فما أن تبدأ بالانصياع لها يجدُ الشيطان منفذًا له إليكَ
ليُزيّنَ لكَ عمل السوءِ كمُحركٍ ثانٍ وداعمٍ للشر بزواياه ، أي أن النفسَ الأمارة بالسوء هي المُحرّكُ والمُحفّزُ الأول ، لقوله
جلّ علاه : { مآ أتاكم من خير فمن الله ومآ أتاكم من شر فمن أنفسكم }
هنا يبقى السؤال حول الحكمة من وجود الخير والشر ؟
من المعلومِ أنّ الله سبحانه وتعالى ما خلق شيئًا في هذا الكونِ إلا لحكمة ، لذا فالخير والشر أيضًا لابد من أن تكون هناك
حكمة لوجودهما وعلينا إدراكُ ولو شيئًا يسيرًا منها .. فتخيّل لو كان هناك بشرٌ لا يملك سوى جانب الخير فيه وحين
يهاجمه الشر ؟ كيف يتمكن من الدفاعِ عن نفسه وتجنبَ الهجومِ دون استخدام جانب الشر لديه ! ثمّ حين الحروب التي وُجدت
منذ الأزل ، جيش الأخيار أيضًا كان عليه أن يلجأ إلى الخدع التي يستمدها من جانب الشر لديه لينتصر على جيش
الأشرار ، بل حينما نرى شخصًا قويًا يتنمّر على الضعيف حتى يأتيَ من هو أقوى منه ليردّ كيدهُ له .. حينها فقط ندرك
ماهيّة الخير وقيمته ! ولك أن تطلق العنان لخيالك وتتصور مزيدًا من أحداثٍ تتعلق بالخير والشر بنتائجها .. لتدرك كيف
أن كرّم الله الإنسان وميّزهُ عن باقي المخلوقات ، فأرسل الأنبياء والرسل إلى أقوامهم ليخرجهم من الظلماتِ إلى النور ،
ويهديهم إلى طريق الحق .. فوضع قوانين الإسلام لتساعدنا على التمييز بين الحق و الباطل ، ومن اتبع الهدى وعرف
كيف يسيطر على جانب الشر لديه ويستغلّه للخير فقد فاز بمنزلةٍ أعلى من الملائكة عند ربّ العباد ، ومن اتبع هواهُ
وسمح لجانب الشر لديه أن يطغى على الخير فقد خسرَ دنياهُ و أخراه .
إذًا كيف لنا أن نُنمّيَ الخير بداخلنا و نسيطر على جانبنا المظلم ؟
الانقيادُ للوازع الديني ، الدعاء ومصاحبة الصالحين بمثابةِ عونٍ كبير لتنمية الخيرَ داخل كل إنسان ، و عليك بحسن الظنّ
بالله ولتبتعد عن الوسوسة و التفكير كثيرًا بالمصائب أو أنّ حياتك يسودها الهم والنكد .. فحسنُ الظنّ بالله من حسنِ توحيدِ
المرء ، واتبع قوله عليه الصلاة والسلام : ( تفاءلوا خيرًا تجدوه ) .
إذًا أنتَ وأنتِ وأنا فلنحافظ على جانبِ الخيرِ لدينا.. ولنحكم جانبَ الشر قدرَ ما نستطيع ..لنضعَ حدًا لسلوكياتنا، فلا نفتحَ
منفذًا للشيطان ليُغوينا ثم نرميَ باللوم عليه فقط ! لا أقول أنّه بريء,, لكننا ننسى أننّا من فسح المجالَ لهُ بأفكارنا..
ولا نَهدمَ الضميرَ الحيّ بداخلنا دون أن ندرك أنّ بإمكاننا تغييرَ القدر بمُعتقداتنا ودُعائنا ونَوايانا ، فالدعاءُ والقدرُ
يتصارعانِ في سماءِ ربِّ العالمين وتكون الغلبةُ للأقوى .. لنُحييَ الخيرَ ونرفع من قدره في زمنٍ طغى فيه الشر
على الخير.. ليكنِ الخيرُ مُنتصرًا دائمًا وأبدا .
أتقدم بالشكر الجزيل لإدارة العام على منحي فرصة أخرى ..
وأشكر الأخت NĿP على تصاميمها الإبداعية :أوو:
ودمتم بحفظ المولى ..~
.
.
وأشكر الأخت NĿP على تصاميمها الإبداعية :أوو:
ودمتم بحفظ المولى ..~
.
.
from منتديات مكسات http://ift.tt/1DPWj17
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire