انتِماءَاتٌ_كاذِبَـةٌ

✿

‏انتماءاتٌ كاذِبة ~

مدخَل ~
” الانتِماء ؛
هُوَ مصطلحٌ باتَ فِي قلبِي لسنواتٍ طِوال ..
سلبَ لُبِّي بتعقُداتِه ..
عايشتهُ باعتبارِهٍ نعمَةً خلَّابةً أُحسَد عليهَا ..
والآنَ أغبِطُ كلَّ مَن لَا يوارِيهَا ! “




انتماءُ وطَن ؛


عندمَا كنتُ طفلَة، كنتُ أظنُ أنَّ الوطنَ هُوَ مسمَّى الأرضِ الرَّحبة ..
التَّتي تُسكنكَ بينَ أحضانِها ..
تسقيگ مِن مُزنهَا .. وتطعمُگ مِن ثمارِ شجرِهَا ..
هيَ تلگ الأرضُ الَّتِي تدافعُ عنگ، وتحمِي حقوقگ ..
هيَ الأرضُ الَّتِي ترفعُ هامتگ عزًا وفخرًا بهَا ..
تنتمِي لأديمِ ترابِها، وتستقِي الفرحَ مِن أفراحِها !..


فلمَّا كبرتُ قليلًا ..
أدركتُ أنَّ ذاگ الوطَن ..
مجرَّد أرضٍ كسائِر الأرَضين ..
لا حبٌ، ولا حياةٌ، ولا حنِين !
ولَو گانَ كذلك ..
فمَا بالِي أرىٰ منهُ العجَب ؟؟!


مَا يربطُنِي بوطنِي ..
هيَ مجرَّدُ كلمةٍ كتبَت فـي هويتِي ..
تصفُ جنسيَّتِي، وإلىٰ أينَ أنتمِي ..
انتماءً كاذبًا !





انتماءُ نسَب ؛


أرانِي كَكُلِ البشَر .. تربِطُنِي علاقةُ دمٍ بأحدِهم ..
عندمَا كنتُ صغيرةً كنتُ أظنُ، أنَّ هذهِ الرَّابِطَة مِن أمتنِ علاقاتِ البشَر !
فلمَا كبرتُ، أدركتُ مَا لم أُدركهُ مِن قبل ..
مَن داسَ علىٰ تلگ الرابطةِ الوهميَّة .. مَن نسِيهَا أو تناساهَا فكلاهُمَا سويَّة ..
أدركتُ أنَّها أضعفُ وأوهنُ علاقاتِ البشَر ..
روابِطُ الدَّمِ لا تدُوم ..
وتبقَى أواصِر القلْبِ المُحبِّ هيَ الأقوَى !





انتِماءُ صُحبَة ؛


وعودٌ گاذبَة أشعرتنِي بالتُخمَة !
استنكرتُ مَا أرَاهُ مِن متانةِ تلگ الرابطةِ بينَنَا ..
إلَّا أنَّ سذاجتٍي وارتياحِيَ المزعُوم گانَا سببًا لوقوعِي بفخٍ عايشهُ أغلبُ البشَر !
گيفَ كانَ لِي أن أحذَر ؟؟
والقلبُ لهُم گان يفرحُ ويستبشِر !
كيفَ كانَ لِي أن أُعرِض ؟؟
وهُم يقبِلون عليَّ بابتساماتٍ مُشرقَة تعجزُ الكلماتُ عَن وصفِ خلَابتهَا !
كنتُ أظنُ أنَّ مثلَ هذهِ الروابطِ تبقًى مديدةَ الأمَد !
طويلةَ العُمْر .. زهرةً بالكبِد !
والآنَ أدركتُ أنَّ مَن گانَ يُسقينِي شهدًا فِي يَوم ..
بَات يدُسُّ السُمَّ فِي العسَل !

مخرَج ~
” آمنتُ يومًا أنَّنِي، لتلگ الجماعةِ أنتمِي ..
فلَّمَا كبرتُ أدركتُ، لنفسِي واللهِ خدَعت ..
لا القلبُ يحوِي غيرهُ، ولا الأرضُ ولا الدَّمُ ! “

from منتديات مكسات http://ift.tt/1c5YgPH