فلْسَفة فارغَة ..

~


" تحتاجُ الرواية بطلاً شهماً طيب القلب يُساعدُ الناس ويُضحي من أجلهم.
بطلاً يثقُ القارئ بأنه لن يخذل توقعاته أبداً فحتى لو فعل شيئاً سيئاً, سيُفكر القارئ بأنها خطةٌ من أجل تنفيذ العدالة وكبت الشر.
البطلُ بالنسبة للبعض, أو الجميع, شخصٌ نمطي ومُبرمجٌ على شاكلةٍ معينة, فهو خيِّر قد رُسم في عالمٍ اعتراهُ الشر لكي يمحوه.
الجميعُ يرغب بأن يكون بطلُ روايتهم المفضلة كما بُرمج في عقولهم والجميع يظنُون بأن من يقف ضده هو الشرُ كُله.
رُسم شريراً وسيظلُ شريراً حتى يُقضى عليه أو يُمحى شره.

لكن, ألم يُفكروا في هذا الشرير لِثانية؟ فالجميعُ وُلد بريئاً, لا مشاعر حقدٍ أو كُره تملئ قلوبهم.
هل رأيتِ طفلاً شريراً يوماً؟ بالطبع لا, ولكنه يُصبح كذلك لعاملٍ خارجي, لسبب بالأحرى.
هل فكرتِ بهذا السبب؟ كلا, فما يُشغل تفكيرنا منذ قراءة أول كلمة في روايةٍ ما, هو البطل بحد ذاته, ولا سواه.

عندما يُصدر فيلمٌ جديد, ستسألين, من هو البطل؟ كيف يبدو؟ كيف هي شخصيته؟ هل سينجح في النهاية؟ أسئلةٌ كهذه ستظهر بلا شك.
لكن, لِما لم تسألي عن من يلعب دور الشرير؟ أو ما السبب الذي جعله هكذا ؟
إجابةُ سؤالٍ كهذا بسيطة, وهي أن أمره غير مهم فهو مُجرد شخصية قد رُسمت لتنافس البطل وتُظهر لنا قوة تحمله وصبره وطريقته في حلّ المشاكل.
إنه أداة قد اُستخدمت لتسليط الضوء على الشخصية الرئيسية التي ستخطفُ قلوبنا وتقفُ مع الحق حتى النهاية. "

- عذراً على مقاطعة كلامك الرائع ولكن انظري, لقد مات البطل, قتله الشرير! يا لها من نهاية ..

وقعت تحت تأثير الصدمة, وأطبقها السكوت رُغماً عنها,
لكنها آبت أن تسمح له بسرقة فرصتها في إطلاق سراح مشاعرها المُحتجزة داخل قلبها.

- غير معقول ! كلا, كلا, لماذا قُتل, لماذا ! يا له من وغدٍ حقير بلا أي ضمير!
كيف له أن يقتل شخصاً بريئاً كان يُحاول أن يُغير حياته للأفضل واعتبره صديقاً له!
يا له من كومة قمامة عَفِنة, ما كان يجب على البطل الوثوق به فهو شريرٌ منذ أن كان صغيراً!

- ولكنكِ قلتِ قبل قليل بأن لا أحد يولد شريراً وأنه يُصبح كذلك لعاملٍ خارجي؟

نظرت إليها بحدة بالغة لكونها غير سعيدة البتة بمثل هذا التعليق فباشرت بتغيير محور الحديث حتى لا تتعمق الأخرى أكثر من اللازم.
- ألا تملكين ذوقاً في اختيار الأفلام!


تمت !

from منتديات مكسات http://ift.tt/1BkJcEo