بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي وأخوتي في الله ..
إن الله سبحانه وتعالى ربنا ، ربنا العلي القدير ، العليم الحكيم ، القوي العزيز ، الغالب فلا يغلبه أحد ، القادر فلا يقدر عليه أحد ، يجبر خاطر عباده فهو الجبار سبحانه ، ويغني الفقير فهو الغني سبحانه ، ويرحمنا برحمته فهو الرحمن وسعت رحمته جميع المخلوقات ، والرحيم على عباده المؤمنين ..
سمعنا بهذا مرارًا وتكرارًا ..ولكن ..
هل تفكرت يومًا وقلت : ماهي رحمة الله عليك ؟وماهي رحمة الله علينا ؟ وماهي رحمة الله سبحانه وتعالى على جميع مخلوقاته ؟
لنتفكر معًا ...
لقد ورد في القرآن الكريم اسم الرحمن ما يقارب (57) مرة.
أما اسم الرحيم فقد جاء في (123) موضعًا من القرآن الكريم أكثرها كان مقترنًا باسمه سبحانه الغفور، ومن ذلك قوله تعالى: { وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) } [المزمل: 20].
رابط الموضوع
...
بعض الأدلة الدالة على رحمة الله سبحانه ..
1- وروى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ.
2- وعند البخاري أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي.
3-وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً..
4-وروى البخاري في صحيحه عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ قُلْنَا لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا.
5- وروى مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنِطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ ».
وغيرها الكثير والكثير من الأدلة ..
ولكن ..هناك أدلة أمام أعيننا تثبت رحمة الرحمن سبحانه !
ولنبدأ برحمة الله عليك ..
×رحمة الله عليك
هل تفكرت يومًا في النعم التي عندك ؟ وهل فكرت يومًا من أين تأتي هذه النعم ؟ إنها رحمة الله بك
ومن بعض الأمثلة على ذلك
هل استيقظت اليوم وأنت بنعمة وصحة ؟
هل أنت بكامل عقلك ؟
هل تعيش سعيدًا ؟
هل أنت مسلم ؟
هل تقوم بفرائضك ؟
هل أنت ملتزم بدينك ؟
هل تصلي ؟
هل تقرأ القرآن ؟
هل تبصر ؟ هل تسمع ؟ هل تستشعر ؟ هل تقرأ وتكتب ؟
اذا كانت الإجابة نعم فهذه من رحمة من الله عليك ، لأنه قد أنعم عليك هذه النعم والتي غيرك يتمناها فحافظ عليها واشكر المنان الذي أعطاكَ إياها وتذكر أنها من رحمتهِ سبحانه بك ..
وبالطبع غيرها الكثير من الأسئلة ..
×رحمة الله بعباده
من رحمة الله بعباده أنه لا يضاعف السيئات إلا في بعض الأماكن أو الأوقات ، بينما الحسنات يضاعفها أضعافًا مضاعفة ، ومن رحمته سبحانه أنه من هم بالحسنة ولم يقم بها يكتب له أجرها ، ومن هم بالمعصية ولم يقم بها تكتب له حسنة ! سبحان من وسعة رحمته كل شيء ! ومع هذا نجد بعض المسلمين يتهاونون في أداء العبادات بحجة " الله غفورٌ رحيم " نعم الله سبحانه غفار لمن تاب وءامن وعمل صالحًا ولكن مقابل هذه الرحمة عذابٌ أليم !
قال تعالى : ( نَبِّئ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيم ..وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ العَذَابُ الأَلِيم )
فنجد في هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه غفور رحيم ولكن عذابه هو العذاب الأليم !
ومع هذا لازال هناك من يتهاون في أداء العبادات ! أعاذنا الله وإياكم ..
وأيضًا من رحمة الله بعباده أن دينه دين يسر وسموحة وعفو وبساطة !
فمثلًا نجد فريضة الحج واجبة مرة في العمر !! والزكاة لها أحكام تبين أن المال الذي يخرجه المتزكي بسيط جدا مقارنة بماله ومع ذلك نجد من يتهاون ! وفي كل فرائض وشعائر الإسلام فائدة تعود علينا بالنفع وليس الله في حاجتنا ولكن نحن بحاجته سبحانه !
الصلاة كلها مفيدة للجسد وللعقل وتقرب العبد لربه ومع ذلك هناك من يتهاون ! اتقوا الله !
× رحمة الله بالمخلوقات
من رحمة الله سبحانه بمخلوقاته أن كيفها وجعلها تستطيع العيش تحت الظروف البيئية المحيطة بها ..وجعل لكل مخلوق صفات تمكنه من العيش وفق نظام محدد يتحكم به الله سبحانه وتعالى .. من رحمة الله بمخلوقاته أن جعل الأم تتحمل الحمل وأوجاع الولادة ..من رحمته سبحانه أنه إن أصبت بألم ورحل عنك لا تتذكر كيف كان شعور الألم وقتها ! من رحمته سبحانه أن الجسد له وظائف عديدة تمكنه من العيش والتكاثر والهضم
× خاتمة
ميزك الله بعقل فتفكر ! لست بهيمة أو مخلوقًا لا يفهم !
لا يكمل الإيمان إلا بالتفكر ! فعندما تفكر تزيد تعظيمًا لله سبحانه وتخشاه أكثر ! سبحان من بيده ملكوت كل شيء ..سبحان من خلق آدم من تراب ! سبحان من إذا قال لشيء كن فيكون ! سبحان من خلق عيسى بغير أب ..سبحان من خلق السماوات بلا عمد ..سبحان من خلق الكون في ستة أيام ! سبحانه وتعالى عما يشركون ...
وصلى الله وبارك على نبيه محمد ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان هذا أول موضوع من سلسلة " جلسة تفكر " ..
إلى اللقاء في الجلسة القادمة بإذن الله :سعادة2:
from منتديات مكسات http://ift.tt/1wNRbNC
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire