إهداء إلى المنوه
مشاركة عفوية
عَدِمّتُ الدهرَ رأيا ً واختطابا ... إذ احتضنَ العقيلُ هوىً سرابا
وإنّى لا أريدُ العلمَ إلاّ ... علومٌ تغسل القلبَ الخرابا
فنوّه فى الثرى ما شئت ليسَ ... يردُّ الحقَ رأىٌ قد تصابا
فمالك قد تقول أخىّ ترفقْ ... وما لك قد ترد الطرفَ قابا
عن الحقِ وأنت به قديرٌ ... تصد الباب فى وجهى عِتابا
ورأرأ من عيونٍ ناعساتِ... وهومُ الحُمّقِ فانسلّت حبابا
( رأرأ : أحد النظر )
إذا كان العقيدُ دعاةَ فِرّقٍ ... فقد ساوى الذهابُ له إيابا
عَجبّتُ لقولِ جهلٍ من عليمِ ... وأعجبُ ما ترى فَهِماً تغابا
أخَ الدينِ تلطّف بالحديثِ ... ولا تُثر النفوسَ ولا الغِضابا
وإن أوتيتَ من حرفٍ ثئور ِ... فلا تحفل وبدّله إهابا
( الإهاب : الجلد )
ولا تألو بكتمِ الحقِ صبراً ... فهَيّبُ الحقِ يفترش الهِضابا
وخيٌر قد يصيحُ وليس خيرٌ ... أ ُعلّلكَ إذا شئت الحِزابا
بدينك قد تبيعُ لأجلِ أفعى ... ودينُك زاهرٌ يمحو الضَبابا
أللصحبِ تُبدّلُ ما يعافىِّ ... فصار الوهمُ من خطلٍ شرابا
أتعيىَ إنْ شَهِدّتَ النورَ يوماً ... وتُصبح حين ديجورٍ شَبابا
وتغفو فوق آراكِ البِطَالِ ... وتمدح بالبياضِ له غُرابا
وترمينى برمحِ الباطلاتِ ... وتهجونى بأنْ صغت الكِتابا
وتلعنُ من أفاعيلِ الكرامِ ... فقد أبْليّتَ يا هذا العِجابا
فَهِمَّ قراءةَ الأحداثِ علّك ... تَمُزْ منها البلابلَ والعقابا
( العقاب : نوع من الطيور الجارحة )
على جُبّنِ الزمانِ نقشّتُ لحنّى ... وطاولت الجِهالَ وقلتُ خابا
( جبن : جمع جبين وهى الجبهة )
فعاودنى بسيفٍ من شئونى ... وصاح هَلُمَّ نختبرُ الغِلابا
( الشئون : الدموع – نختبر الغلابا : نرى من يغلب )
فشمّرتُ النُهى ويَقِنتُ غزواً ... فأصْرَعنّى وما لبثَ انتصابا
فدعّك من القريضِ فأنت أهلٌ ... بأن ترم وتنتقد الخِطابا
( القريض : الشعر )
بربى لا تُديرُ الطرف عنّى ... فقد أديتُ للهِ احتسابا
ودينُك ثم دينك ثم دينك ... ودينك غالبُ العقلِ اغتصابا
بسنةِ أحمدٍ أبدا ً فعلِّق ... لكَ قلبا ً هوى قبل اللِعابا
وإن قالوا الحضارةَ فى الجديدِ ... فقل يا قومُ أسلمتُ الرِقابا
لصاحبِ رايةِ الحُضّرِ المجيدِ ... رسولُ الله يورِدُنا العِذابا
( العِذاب : العذب )
وغيرُ مقولةِ المختارِ بِدعٌ ... جديرٌ أن يُصلِّيكَ العَذابا
فقد خُيّرتَ فاخترْ للقريضِ ... وقد أ ُنبيت فاطلقه ثوابا
كتبت الحقَ والفعلَ الصوابا ... فصدّق لا تُعقِّبنّى كِذابا
from منتديات مكسات http://ift.tt/1zwxKDq
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire