﷽
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قصة قصيرة "توبة عاصي"
****************
عاد ذلك الفتى البشوش بعد صلاة العصر ذو الإبتسامة الجميلة دخل البيت قائلاً "بسم الله"
ثم قال"أمي...هاقد عدت من المسجد!"
جاءه صوت أمه قائلة"أهلاً بك يا بني..هل حضرت الجماعة؟"
عبد الله"أجل الحمد لله يا أمي فأنا أذ.."
قاطعه صوت غناء مرتفع جداً من الطابق العلوي..فقطب جبينه بغضب وقال"ثانيةً!!...أما آن له أن يتوب؟!"
صعد عبد الله الدرج بخطوات متسارعة بغضب وحنق...فقتح الباب بقوة فإذا به يجد شقيقه "عامر" الذي يكبره بـ أربعة أعوام منسجماً في سماع المعازف المحرمة في سريره...ناداه عبد الله بقوة عدة مرات إلى أن صرخ صرخة قوية عجلت عامر ينتفض من سريره بفزع شديد وينظر يمنة ويسرة بتوتر وعندما استقرت عينه على عبد الله ظهرت عليه علامات الغضب وقال"ماذا تريد يا غبي؟!"
عبد الله بغضب"ماذا أريد؟!!...ألا تعرف ماذا فعلت!!"
سأله عامر ببرود"ماذا؟!"
عبد الله"أنت تعصي الله تعالى بفعلك هذا؟!...ألا تعرف نهاية من يسيرون على هذا الطريق؟!"
عامر"لا شأن لك بي ابعتد هيا"
صمت عبد الله للحظات يفكر كيف يوقظ أخاه من غفلته!...فتبادرت إلى ذهنه فكرة قرر تنفيذها حالاً...تقدم بخطوات متسارعة من عامر وقال له"سأتبعد ولكن بعد هذا"
قال جملته الأخير وجذب أخاه من يده وأخذ يمشي بسرعة حتى خرج من البيت فنظرت والدته إلى الباب بعد خروجهما وعلى وجهها نظرات قلقه لأنهما كانا يصرخان..
"اتركني..اتركني..هيـــا!!"
افلت عامر يده من يد عبد الله بعد نافذ صبره لكن عبد الله أمسك يده ولم يأبه لتساؤلاته المتكررة..
بعد بضع دقائق وصلا إلى المكان..كان عامر مشدوهاً بالمنظر وسأل عبد الله في استغراب كبير"لماذا أحضرتني إلى المقبرة؟!"
قال عبد الله له"لأنه يجب أن تستيقظ من غفلتك!.."
وجه نظره لشقيقه وأكمل"ألم تفكر يوماً أن سيتكون مثلهم يوماً؟...ستكون وحيداً...لا شيء سيكون معك لا الغناء الذي تطرب نفسك به..ولا أهلك ولا أصدقاء السوء الذين تصاحبهم...ولا حتى شيطانك الذي يزين لك أعمالك!...ستكون لوحدك"
لم يبدو التأثر جلياً في وجه عامر ولكن قل في نفسه"وحدي؟!!"
تابع عبد الله" أما آن لك أن تفكر؟!...أخبرني هيا متى آخر مرة صليت فيها؟!...متى آخر مرة وضعت جبهتك ذلاً لرب العالمين؟...متى سمعت وقرأت القرآن وأمسكت المصحف آخر مرة؟"
عامر"قبل سنوات عديدة!"
ولكنه قال بعدها مباشرة"لا شأن لك هل تفهم؟!"
أمسك عبد الله كتفيه ودفعه للوراء حتى اصدمت كتفاه بالشجرة وأخذ يهزه بقوة ويقول بألم وهو على وشك البكاء"لا شأن لي؟!؟...بل لي شأن أنا..أنا.."
بدأ بالبكاء والدموع تترقرق من عينيه قائلاً بتأثر"أريد أن نكون معاً في الجنة..مع رسولنا الحبييب ﷺ لا أريد لك أن تتعذب في قبرك و تدخل النار أو تحل عليك لعنة الله!!!....مازالت أمامك فرصة للتوبة..أفق أفق هيا أفق!!!"
قال جملته الأخيرة وهو يهز كتفيّ عامر بقوته كلها إلى أن سقط عامر على ركتبه وقال: النار؟! عذاب القبر؟!!"
عندما أحس بتأثره قرأ قول الله ﷻ بصوته العذب" ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [ سورة لقمان] ثم قرأ قول الرسول ﷺ {ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة}
[رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91]
بعدها قال لعامر"ألا يكفيك كلام الله ورسوله؟!...ألا يكفيك؟؟"
ثم أتبع بعد ثوانٍ"تذكر عذاب القبـــر والنـــار تذكرهما جيداً..تذكرهما"
بعد كلامه هذا حث خطاه ليتود للموز وترك عامر في حيرة من أمره وفي ذهنه كلمة تترد"تذكر عذاب القبر والنار تذكرهما..تذكرهما...ستكون وحيداً..وحيداً"
وضع يديه على رأسع بألم وهو حائر تماماً...مع أن الأمر ليس بهذه الصعوبة..
*************
"لقد عدت يا أمي!"
كان ذلك صوت عبد الله وهو يدخل منزلهم..فجاءه رد والدته فوراً"أهلاً ولكن أين عامر؟؟"
عبد الله "سيعود بعد قليل...لا تقلقي"
وبعد نصف ساعة حان موعد الغداء وعامر لم يعد بعد..شعر عبد الله ببعض القلق بسبب تأخره وخشي أن يكون حل به مكروه ما...بكن مالبث أن سمع صوت الباب يُغلق فنظر فوراً من مقعده فإذا به عامر يسير إلى غرفته وقد بدت عليه علامات الحيرة..
سألته أمه من فورها"عامر بني ألا تريد الغداء؟؟"
عامر بهدوء"لا شكراً لك"
بعدها صعد لغرفته دون أن ينبس ببت شفه..نظر لغرفته التي ملأت بصور النفانين والمغنين المشهورين عالمياً...وأيضاً أشرطة الأغاني في كل مكان..نظر بتمعن لغرفته وكأنه غريب عنها..ولكن ما شد انتباهه رف صغير عليه مصحف شريف..تقدم من لا ارادياً فوجد عليه بعض الغبار لأنه لم يلمس منذ سنوات..فنظر له بتمعن ولكن قبل أن يلمسه قال في نفسه بعزم غريب"حسناً...إنه على حق..ولكن قبل ذلك.."
لم يكمل لأنه قرن ما يجول في خاطره بالفعل فجمع كل أشرطة الغناء وصور الفنانين وقام بوضعها في كيس كبير ورتب غرفته كاملة من صغيرها إلى كبيرها كل ناحية وكل زاوية...عندما استلقى على سريره في تعب بعد ذلك المجهود..تناها إليه صوت أذان المغرب من المسجد القريب من بيتهم فاستمع إليه بكل أحاسيه وجوارحه فنزلت دموعه التي أبت إلا أن تثبت أنه قد حان وقت توبته..
قام من سريره وذهب للحمام..
**********
"الحمد لله لقد شبعت..سأتوضأ"
كان ذلك صوت عبد الله وهو يه بالذهاب للوضوء وبعد انتهائه قال في نفسه بتساؤل"ماذا يفعل عامر الآن يا ترى؟؟"
وصل بعد ثوان إلى باب غرفة أخيه فسمع صوت الماء..فلم يتمالك نفسه وفتح الباب فإذا بشقيقه عامر فد انتهى من الوضوء مرتيداً ثوبه الأبيض فقال له عبد الله من فوره"عامر أنت...؟"
ثم ألقى نظرة متصفحة على الغرفة فوجدها متربة خالية من كل تلك الصور والأشرطة كذلك..
فارتسمت ابتسامة عريضة على وجه عبد الله ودموع تنزل على وجنتيه الحمراوتين كالشلال فارتمى في حضن أخيه الكبير وهو يبكي ويقول"الحمد لله...الحمد لله الذي أعادك إلى رشدك!!"
لم تمضي سوى ثوان قليلة حتى انهار عامر هو الآخر بالبكاء بقوة وهو يتضحن شقيقه بقوة بين ذارعيه قائلاً"أجل الحمد الله..والفضل لك بعد الله...لن أعود لتلك المعاصي مجدداً بإذن الله أعدك..!"
عبد الله"لا تقل ذلك هذا واجبي...آااااه أخيراً!!"
قام عبد الله قائلاً"هيا بنا للمسجد...هذه أول صلاة لك منذ سنوات..."
عامر"أجل..ولكن.."
لم يكمل حديثه فقد كان أمام الرف الصغير قد أخذ المصحف ومسحه وقبله وهو يبكي..
فقال"هيا بنا الآن.."
عبد الله بسعادة"أجل هيا.."
وصلا إلى غرفة المعيشة التي كان فيها السيد جميل يتجهز للصلاة والأم كذلك للتو سلمت وأنهت صلاتها فوعت عينها على عامر فلاحظت التغير عليه فقامت وقالت بسعادة"عامر؟...هـ...هل أصلحت نفسك وتبت؟"
اجاباه عامر وهو علو وشك البكاء"أجل..أجل يا أمي العزيزة...أنا آسف على ما كنت أفعله من أزعاج لكم!"
اتضحنته أمه بحنان وسعادة غامرة وهي تبكي..بينما كان السيد جميل يستمع لهم فقال بسعادة"عامر بني الحمد لله...ما أشد سعادتي بعودك إلى رشدك!"
عامر وهو يبكي"أبي العزيز...لن أعود لتلك الأفعال مجدداً"
السيد جميل"متأكد من ذلك"
قاطع حديثهم قول عبد الله"هيا أسرعا يجب أن لا نتأخر عن الجماعة!"
ما هي إلا دقائق معدودة وهم في المسجد..
"السلام عليكم ورحمة الله..السلام عليكم ورحمة الله"
كان ذلك صوت الإمام سلم ولاحظ أن عامر قد تغير وعاد إلى الله-كما هو بادٍ-
ولم تمض إلا دقائق حتى عرف أهل الحي ذلك وهنؤه بعودته إلى الله وهدايته وحثوه على التمسك بالدين وعدم العودة لتبك الأفعال مجدداً..
كان الجميع سعدا وأشدهم عامر..كان يشكر الله على نعمته كل حين..وعزم على بدء حياة جديدة مع الله تعالى ونصح أصدقائه ومساعدتهم..
*************
النهاية..
*************
ما رأيكم بها؟؟
أرجوا أن تنتقدوني..لأنها أول قصة قصيرة أكتبها وأول قصة دينية تحديداً..
ما رأيكم في الخاتمة؟...أهي جيدة؟؟
...
أنتظركم..
في أمان الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قصة قصيرة "توبة عاصي"
****************
عاد ذلك الفتى البشوش بعد صلاة العصر ذو الإبتسامة الجميلة دخل البيت قائلاً "بسم الله"
ثم قال"أمي...هاقد عدت من المسجد!"
جاءه صوت أمه قائلة"أهلاً بك يا بني..هل حضرت الجماعة؟"
عبد الله"أجل الحمد لله يا أمي فأنا أذ.."
قاطعه صوت غناء مرتفع جداً من الطابق العلوي..فقطب جبينه بغضب وقال"ثانيةً!!...أما آن له أن يتوب؟!"
صعد عبد الله الدرج بخطوات متسارعة بغضب وحنق...فقتح الباب بقوة فإذا به يجد شقيقه "عامر" الذي يكبره بـ أربعة أعوام منسجماً في سماع المعازف المحرمة في سريره...ناداه عبد الله بقوة عدة مرات إلى أن صرخ صرخة قوية عجلت عامر ينتفض من سريره بفزع شديد وينظر يمنة ويسرة بتوتر وعندما استقرت عينه على عبد الله ظهرت عليه علامات الغضب وقال"ماذا تريد يا غبي؟!"
عبد الله بغضب"ماذا أريد؟!!...ألا تعرف ماذا فعلت!!"
سأله عامر ببرود"ماذا؟!"
عبد الله"أنت تعصي الله تعالى بفعلك هذا؟!...ألا تعرف نهاية من يسيرون على هذا الطريق؟!"
عامر"لا شأن لك بي ابعتد هيا"
صمت عبد الله للحظات يفكر كيف يوقظ أخاه من غفلته!...فتبادرت إلى ذهنه فكرة قرر تنفيذها حالاً...تقدم بخطوات متسارعة من عامر وقال له"سأتبعد ولكن بعد هذا"
قال جملته الأخير وجذب أخاه من يده وأخذ يمشي بسرعة حتى خرج من البيت فنظرت والدته إلى الباب بعد خروجهما وعلى وجهها نظرات قلقه لأنهما كانا يصرخان..
"اتركني..اتركني..هيـــا!!"
افلت عامر يده من يد عبد الله بعد نافذ صبره لكن عبد الله أمسك يده ولم يأبه لتساؤلاته المتكررة..
بعد بضع دقائق وصلا إلى المكان..كان عامر مشدوهاً بالمنظر وسأل عبد الله في استغراب كبير"لماذا أحضرتني إلى المقبرة؟!"
قال عبد الله له"لأنه يجب أن تستيقظ من غفلتك!.."
وجه نظره لشقيقه وأكمل"ألم تفكر يوماً أن سيتكون مثلهم يوماً؟...ستكون وحيداً...لا شيء سيكون معك لا الغناء الذي تطرب نفسك به..ولا أهلك ولا أصدقاء السوء الذين تصاحبهم...ولا حتى شيطانك الذي يزين لك أعمالك!...ستكون لوحدك"
لم يبدو التأثر جلياً في وجه عامر ولكن قل في نفسه"وحدي؟!!"
تابع عبد الله" أما آن لك أن تفكر؟!...أخبرني هيا متى آخر مرة صليت فيها؟!...متى آخر مرة وضعت جبهتك ذلاً لرب العالمين؟...متى سمعت وقرأت القرآن وأمسكت المصحف آخر مرة؟"
عامر"قبل سنوات عديدة!"
ولكنه قال بعدها مباشرة"لا شأن لك هل تفهم؟!"
أمسك عبد الله كتفيه ودفعه للوراء حتى اصدمت كتفاه بالشجرة وأخذ يهزه بقوة ويقول بألم وهو على وشك البكاء"لا شأن لي؟!؟...بل لي شأن أنا..أنا.."
بدأ بالبكاء والدموع تترقرق من عينيه قائلاً بتأثر"أريد أن نكون معاً في الجنة..مع رسولنا الحبييب ﷺ لا أريد لك أن تتعذب في قبرك و تدخل النار أو تحل عليك لعنة الله!!!....مازالت أمامك فرصة للتوبة..أفق أفق هيا أفق!!!"
قال جملته الأخيرة وهو يهز كتفيّ عامر بقوته كلها إلى أن سقط عامر على ركتبه وقال: النار؟! عذاب القبر؟!!"
عندما أحس بتأثره قرأ قول الله ﷻ بصوته العذب" ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [ سورة لقمان] ثم قرأ قول الرسول ﷺ {ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة}
[رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91]
بعدها قال لعامر"ألا يكفيك كلام الله ورسوله؟!...ألا يكفيك؟؟"
ثم أتبع بعد ثوانٍ"تذكر عذاب القبـــر والنـــار تذكرهما جيداً..تذكرهما"
بعد كلامه هذا حث خطاه ليتود للموز وترك عامر في حيرة من أمره وفي ذهنه كلمة تترد"تذكر عذاب القبر والنار تذكرهما..تذكرهما...ستكون وحيداً..وحيداً"
وضع يديه على رأسع بألم وهو حائر تماماً...مع أن الأمر ليس بهذه الصعوبة..
*************
"لقد عدت يا أمي!"
كان ذلك صوت عبد الله وهو يدخل منزلهم..فجاءه رد والدته فوراً"أهلاً ولكن أين عامر؟؟"
عبد الله "سيعود بعد قليل...لا تقلقي"
وبعد نصف ساعة حان موعد الغداء وعامر لم يعد بعد..شعر عبد الله ببعض القلق بسبب تأخره وخشي أن يكون حل به مكروه ما...بكن مالبث أن سمع صوت الباب يُغلق فنظر فوراً من مقعده فإذا به عامر يسير إلى غرفته وقد بدت عليه علامات الحيرة..
سألته أمه من فورها"عامر بني ألا تريد الغداء؟؟"
عامر بهدوء"لا شكراً لك"
بعدها صعد لغرفته دون أن ينبس ببت شفه..نظر لغرفته التي ملأت بصور النفانين والمغنين المشهورين عالمياً...وأيضاً أشرطة الأغاني في كل مكان..نظر بتمعن لغرفته وكأنه غريب عنها..ولكن ما شد انتباهه رف صغير عليه مصحف شريف..تقدم من لا ارادياً فوجد عليه بعض الغبار لأنه لم يلمس منذ سنوات..فنظر له بتمعن ولكن قبل أن يلمسه قال في نفسه بعزم غريب"حسناً...إنه على حق..ولكن قبل ذلك.."
لم يكمل لأنه قرن ما يجول في خاطره بالفعل فجمع كل أشرطة الغناء وصور الفنانين وقام بوضعها في كيس كبير ورتب غرفته كاملة من صغيرها إلى كبيرها كل ناحية وكل زاوية...عندما استلقى على سريره في تعب بعد ذلك المجهود..تناها إليه صوت أذان المغرب من المسجد القريب من بيتهم فاستمع إليه بكل أحاسيه وجوارحه فنزلت دموعه التي أبت إلا أن تثبت أنه قد حان وقت توبته..
قام من سريره وذهب للحمام..
**********
"الحمد لله لقد شبعت..سأتوضأ"
كان ذلك صوت عبد الله وهو يه بالذهاب للوضوء وبعد انتهائه قال في نفسه بتساؤل"ماذا يفعل عامر الآن يا ترى؟؟"
وصل بعد ثوان إلى باب غرفة أخيه فسمع صوت الماء..فلم يتمالك نفسه وفتح الباب فإذا بشقيقه عامر فد انتهى من الوضوء مرتيداً ثوبه الأبيض فقال له عبد الله من فوره"عامر أنت...؟"
ثم ألقى نظرة متصفحة على الغرفة فوجدها متربة خالية من كل تلك الصور والأشرطة كذلك..
فارتسمت ابتسامة عريضة على وجه عبد الله ودموع تنزل على وجنتيه الحمراوتين كالشلال فارتمى في حضن أخيه الكبير وهو يبكي ويقول"الحمد لله...الحمد لله الذي أعادك إلى رشدك!!"
لم تمضي سوى ثوان قليلة حتى انهار عامر هو الآخر بالبكاء بقوة وهو يتضحن شقيقه بقوة بين ذارعيه قائلاً"أجل الحمد الله..والفضل لك بعد الله...لن أعود لتلك المعاصي مجدداً بإذن الله أعدك..!"
عبد الله"لا تقل ذلك هذا واجبي...آااااه أخيراً!!"
قام عبد الله قائلاً"هيا بنا للمسجد...هذه أول صلاة لك منذ سنوات..."
عامر"أجل..ولكن.."
لم يكمل حديثه فقد كان أمام الرف الصغير قد أخذ المصحف ومسحه وقبله وهو يبكي..
فقال"هيا بنا الآن.."
عبد الله بسعادة"أجل هيا.."
وصلا إلى غرفة المعيشة التي كان فيها السيد جميل يتجهز للصلاة والأم كذلك للتو سلمت وأنهت صلاتها فوعت عينها على عامر فلاحظت التغير عليه فقامت وقالت بسعادة"عامر؟...هـ...هل أصلحت نفسك وتبت؟"
اجاباه عامر وهو علو وشك البكاء"أجل..أجل يا أمي العزيزة...أنا آسف على ما كنت أفعله من أزعاج لكم!"
اتضحنته أمه بحنان وسعادة غامرة وهي تبكي..بينما كان السيد جميل يستمع لهم فقال بسعادة"عامر بني الحمد لله...ما أشد سعادتي بعودك إلى رشدك!"
عامر وهو يبكي"أبي العزيز...لن أعود لتلك الأفعال مجدداً"
السيد جميل"متأكد من ذلك"
قاطع حديثهم قول عبد الله"هيا أسرعا يجب أن لا نتأخر عن الجماعة!"
ما هي إلا دقائق معدودة وهم في المسجد..
"السلام عليكم ورحمة الله..السلام عليكم ورحمة الله"
كان ذلك صوت الإمام سلم ولاحظ أن عامر قد تغير وعاد إلى الله-كما هو بادٍ-
ولم تمض إلا دقائق حتى عرف أهل الحي ذلك وهنؤه بعودته إلى الله وهدايته وحثوه على التمسك بالدين وعدم العودة لتبك الأفعال مجدداً..
كان الجميع سعدا وأشدهم عامر..كان يشكر الله على نعمته كل حين..وعزم على بدء حياة جديدة مع الله تعالى ونصح أصدقائه ومساعدتهم..
*************
النهاية..
*************
ما رأيكم بها؟؟
أرجوا أن تنتقدوني..لأنها أول قصة قصيرة أكتبها وأول قصة دينية تحديداً..
ما رأيكم في الخاتمة؟...أهي جيدة؟؟
...
أنتظركم..
في أمان الله
from منتديات مكسات http://ift.tt/1CDFgli
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire