مساكم الله بالخير ..
مقـال هالأسبوع
.. ][ .. النقد البناء ..][..
إن تعريف النقد وأهدافه وكيفيته من الأمور التي يجهلها الكثيرون، فكلنا يستخدم النقد ولكن يختلف الناس في نقدهم بين النقد البناء والنقد الهدام، النقد الإيجابي والنقد السلبي ولا يكون النقد هداما وسلبيا إلا إذا كان صاحبه يريد الهدم فعلا، أو يفتقر إلى مهارات النقد وأساسياته ولا يعرف أهدافه.
إن النقد يعرف بأنه عملية تقييم وتوجيه للتصحيح، يراد بها تصحيح خطأ قام به أحد ما ليتفاده في المستقبل ويعمل على تصحيحه . والناقد أنواع حسب مقصده، فهناك صنفان: الأول ناقد بناء، وهو الذي يريد أن يصحح المسار الذي يقع فيه الطرف الآخر، أما الصنف الثاني فهوالناقد الهدام وينقسم إلى شخص يتعمد الهدم أو شخص يفتقر إلى مهارات النقد، وبما أن الأغلب من عامة الناس يقع في الكثير من الأمور التي هو يعتبرها نقدا بناء ولكنها في الحقيقة تهدم بدل أن تبني.
من العيوب التي يقع بها الكثير من الناس في نقدهم النقد في العلن، قال الشافعي في النصيحة "تعمدني بنصحك في انفرادي .. وجنبني النصيحة في الجماعة .. فإن النصح بين الناس نوع .. من التوبيخ لا أرضى استماعه"، هذا في النصيحة فكيف بالنقد؟، يجب على الناقد أن يراعي أن يكون نقده بناء موجها للشخص منفردا لأن النقد بين جماعة الناس من الأمور التي لا يحبذها الناس، بل يعتبرونها إهانة وفي الأغلب لن يأخذوا بها.
ومن الأخطاء التي يقع فيها الناس أثناء النقد هي السخرية والاستهزاء بالشخص، فلو كان الناقد في نيته يرغب بالنصح، ولكن بهذه الطريقة فالشخص الموجهه اليه الكلام من الصعب ان يتقبل من يقلل منه، فالنقد يجب أن يبني ويشجع للتصحيح وليس أن يهدم ويستهزئ من الخطأ.
يعتبر التشجيع من الأمور المهمة في النقد، فيجب على الناقد أن يبين للشخص الثاني أنه يريد منه أن يتطور وليس فقط أن يبدي له عيوبه للتقليل منه ويتمنى له الخير. لهذا أسلوب النقد مهم لأن الشخص الموجه إليه الكلام قد لا يتقبل ما تقول، وبذلك قد يتحول نقدك من بناء إلى هدام.
ويجب أن يكون النقد بعيدا عن التعصب والنظرات الشخصية للناقد. فلو كان الناقد يجبذ فكرته، فلا بد أن يحترم فكرة الشخص الآخر، لأنه قد تكون الفكرتان صحيحتين. و لاشك أن تعصب كل شخص لفكرته ينتج عنه حوار هدام لم ولن يخرج منه بفائدة واحدة، لأنه مبني على آراء شخصية والأسلوب المستخدم فيه أسلوب فرض رأي وليس أسلوب نصيحة.
وأسلوب الكلام يجب أن يكون لينا مصحوبا بالابتسامة والحب والنية الصادقة. وأزيد على ما ذكرته في البداية النصيحة على انفراد، قال د.عائض القرني "الإسرار بالنصيحة من هديه صلى الله عليه و سلم، فإن النصيحة على رؤوس الأشهاد فضيحة"،
و أريد أن أوضح أنه قد يكون نقدك بناء وبأسلوب ممتاز ويحتوي كل شروط النقد البناء، ولكن لا يتقبله الطرف الآخر، فيجب أن تعرف أنك لا تستطيع أن تغير من الناس ويجب عليك فقط فعل ما عليك واترك الباقي.
وفي نهاية كلامي، أتمنى من الجميع أن يتقبل النصيحة بصدر رحب وأن يتقبل النقد وأن يأخذ النقد مهما كان أسلوب الناقد بطريقة إيجابية؛ لأن تفكيرك بالسلبية لن يفيدك ولن ينقص من الشخص السلبي، ولكن تقبلك للنصيحة سيفيدك للتطور، وهذا هو المهم، قال عمر – رضي الله عنه –: "رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي".
تحياتي
from منتديات مكسات http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1116051&goto=newpost
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire