تزدحم الشوارع صباحاً بالناس من كل الأعمار ، منهم المتجه لعمله و الأخر ليقضى حاجه و الأطفال و الشباب لمدارسهم و جامعاتهم، و بالطبع أنا معهم في طرقي إلى عملي و عيني نصف مغمضتين مع أنني قد حاولت النوم مبكراً و لكن ماذا أقول الجسد يريد و العقل لا يريد.
أشاهد نفس المشاهد يومياً بل أقابل نفس الأشخاص و كأنني في لعبة فيديو، حتى أني فكرت في بعض المرات أن أبدأ بتحيتهم و لكن الوقت لا يسمح للمحادثات الجانبية و ربما حالة عقلي النائم أيضاً؟
أه و بكل تأكيد مع وجود الزحام يأتي الشحاذ ، فها هم يقفزون أمام الناس دون أي أدنى حياء و يترجوهم من أجل عملة نقدية واحدة ، و هذه الشابة تشحذ بطفل رضيع منذ أكثر من ثلاث سنوات ، أتساءل من أين تحضرهم ؟ حقاً مأساة.
و لكن هناك وجه جديد اليوم، فتاة صغيرة لا يتعدى سنها العشر سنين تمسك بزهور جميلة و تحاول بيعها للمارة و أصحاب السيارات، جعلتني أحرك رأسي بأسف و أنا أنظر إليها ، فانا أرى باقي الأطفال حولها مع أهلهم في طريقهم إلى مدارسهم بينما هذه الطفلة قد ألقيت إلى الخارج لتبيع الزهور ببعض الجنيهات و تعود بها إلى المكان الذي تسكن فيه ، حيث ينتظرها شخصاُ يعاملها بقسوة ، نعم فأي أم أو أب لديه رحمة قد يلقي بطفلة مثلها لذئاب الشارع؟
هنا اقتربت مني و على وجهها ابتسامة رقيقة أذابت قلبي، بفستانها الوردي الرقيق و حذائها البني و لكن لحظة!
ملابسها تبدو جديدة و كذلك حذائها؟
نزلت لمستواها و أنا أقول بصوت هادئ:
- بكم الزهرة؟
ضحكت الطفلة و هي تمد لي واحدة و قالت:
- مجاناً.
رفعت حاجبي باستغراب و أنا أقول:
- ماذا؟
أمسكت الطفلة بيدي و فتحتها ثم وضعت فيها الزهرة و هي تبتسم ، فقبض بيدي على الزهرة و رفعتها لأنظر إليها فوجدتها جميلة و منسقة بعناية شديدة و أترسمت البسمة على وجهي المرهق ، ثم أعدت نظري إلى الطفلة و لكنها لم تكن واقفة ، فبحثت عنها حولي إلى أن وجدتها تقف على الرصيف في الجهة المقابلة من الشارع.
هممت لأذهب إليها و لكن فجأة وقفت أمامها سيارة فارهة و نزل منها سائق يرتدي بذلة أخذ سلة الزهور ثم فتح لها الباب فدخلت و جلست في الخلف.
عبرت الشارع سريعا و أوقفت السائق قبل أن يركب و أنا أقول بتعجب:
- عفواً لكن ما الذي يحدث هنا؟
ضحك السائق و هو يقول:
- لاشيء لكن أنستنا الصغيرة هذه فنانة تحب الرسم و خاصة أن ترسم ابتسامات الناس في لوحاتها لذا فهي تحب أن ترى الابتسامات بكل أنواعها حتى تخرج لوحات جديدة.
اعتدلت في وقفتي وقلت و أنا أحاول أن أفهم:
- أذا هي توزع الزهور لترى بسمة الناس لا للمال؟
أومأ برأسه إيجابيا و قال:
- لا تفسر ما تراه ألا بعد أن ترى كل جوانبه ، فنحن نعيش في عالم ثلاثي الأبعاد.
ثم أستأذن لأن عليهم الذهاب لمدرسة الطفلة و انطلقا بالسيارة و الطفلة تلوح لي بيدها بينما أنا لازلت أستوعب الموقف.
النهاية في انتظار ارائكم
أشاهد نفس المشاهد يومياً بل أقابل نفس الأشخاص و كأنني في لعبة فيديو، حتى أني فكرت في بعض المرات أن أبدأ بتحيتهم و لكن الوقت لا يسمح للمحادثات الجانبية و ربما حالة عقلي النائم أيضاً؟
أه و بكل تأكيد مع وجود الزحام يأتي الشحاذ ، فها هم يقفزون أمام الناس دون أي أدنى حياء و يترجوهم من أجل عملة نقدية واحدة ، و هذه الشابة تشحذ بطفل رضيع منذ أكثر من ثلاث سنوات ، أتساءل من أين تحضرهم ؟ حقاً مأساة.
و لكن هناك وجه جديد اليوم، فتاة صغيرة لا يتعدى سنها العشر سنين تمسك بزهور جميلة و تحاول بيعها للمارة و أصحاب السيارات، جعلتني أحرك رأسي بأسف و أنا أنظر إليها ، فانا أرى باقي الأطفال حولها مع أهلهم في طريقهم إلى مدارسهم بينما هذه الطفلة قد ألقيت إلى الخارج لتبيع الزهور ببعض الجنيهات و تعود بها إلى المكان الذي تسكن فيه ، حيث ينتظرها شخصاُ يعاملها بقسوة ، نعم فأي أم أو أب لديه رحمة قد يلقي بطفلة مثلها لذئاب الشارع؟
هنا اقتربت مني و على وجهها ابتسامة رقيقة أذابت قلبي، بفستانها الوردي الرقيق و حذائها البني و لكن لحظة!
ملابسها تبدو جديدة و كذلك حذائها؟
نزلت لمستواها و أنا أقول بصوت هادئ:
- بكم الزهرة؟
ضحكت الطفلة و هي تمد لي واحدة و قالت:
- مجاناً.
رفعت حاجبي باستغراب و أنا أقول:
- ماذا؟
أمسكت الطفلة بيدي و فتحتها ثم وضعت فيها الزهرة و هي تبتسم ، فقبض بيدي على الزهرة و رفعتها لأنظر إليها فوجدتها جميلة و منسقة بعناية شديدة و أترسمت البسمة على وجهي المرهق ، ثم أعدت نظري إلى الطفلة و لكنها لم تكن واقفة ، فبحثت عنها حولي إلى أن وجدتها تقف على الرصيف في الجهة المقابلة من الشارع.
هممت لأذهب إليها و لكن فجأة وقفت أمامها سيارة فارهة و نزل منها سائق يرتدي بذلة أخذ سلة الزهور ثم فتح لها الباب فدخلت و جلست في الخلف.
عبرت الشارع سريعا و أوقفت السائق قبل أن يركب و أنا أقول بتعجب:
- عفواً لكن ما الذي يحدث هنا؟
ضحك السائق و هو يقول:
- لاشيء لكن أنستنا الصغيرة هذه فنانة تحب الرسم و خاصة أن ترسم ابتسامات الناس في لوحاتها لذا فهي تحب أن ترى الابتسامات بكل أنواعها حتى تخرج لوحات جديدة.
اعتدلت في وقفتي وقلت و أنا أحاول أن أفهم:
- أذا هي توزع الزهور لترى بسمة الناس لا للمال؟
أومأ برأسه إيجابيا و قال:
- لا تفسر ما تراه ألا بعد أن ترى كل جوانبه ، فنحن نعيش في عالم ثلاثي الأبعاد.
ثم أستأذن لأن عليهم الذهاب لمدرسة الطفلة و انطلقا بالسيارة و الطفلة تلوح لي بيدها بينما أنا لازلت أستوعب الموقف.
النهاية في انتظار ارائكم
from منتديات مكسات http://ift.tt/1DlWYXq
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire