اعزائي المكساتيين, كما يعلم كل عاقل علي وجه الكره الأرضيه احداث الوطن العربي, وكما شاهدنا ولازلنا نشاهد هذا الدمار والعنف والخراب في المنطقه العربيه, يجعلنا نفكر في اسئلة كثيرة جداً , لماذا هذا الدمار؟ من سبب هذا؟ ومن له صالح في دمار الأمه ووقوعها دون الصفر ؟ !
نودّ اليوم مناقشة هذا الأمر المهم جداً, ولكن اولاً دعونا نحلل كل دوله من دول الربيع العربي كما يُوصف علي حسب ثقافتها ودياناتها وطوائفها,, دولة دولة !!
تونس : تعُد من اكثر الدول العربيه انفتاحا علي الغرب, التونسيون بذاتهم مثقفون جدا وتعتبر دولة افضل من غيرها من ناحية الحريات الشخصيه.
التونسيون أول من خرجوا في ثورة ضد النظام , اشعل شرارتها البوعزيزي رحمه الله, ثورة سلميه مظاهرات متمدنه , تونس الآن تعد ثورتها 70% ناجحه نظراً الي ان شعبها منتظم وواعي والحمد لله قليلوا العلم فيها ليسوا بكثير وغير مؤثرين, ولكن الثوره فيها كما اعتقد لم تنجح بالكامل ليس لوجود ناس خارجين علي القانون كلا! ولكن لخراب القانون بذاته, لو ان تونس تكون صارمه في القانون وخصوصا ما يتعارض شريعتنا السمحه لأن الشعب ليس بجاهل كلا , ولكن حريته وتفكيره يفوق حدود شريعتنا (وليس كل الشعب بالتأكيد).
مصر : أُم الدنُيا, واجهه وخلفيه للعالم العربي والأمه الأسلاميه ككل , فيها الزين والشين, خرج شعبها في مظاهرات سلميه ايضاً علي نظامها الفاسد كوصفهم , الثورة نجحت في البدايه ولكن! بعد انتخاب رئيس تقسمت البلد الي قسمين , مؤيدين للرئيس الجديد ومعارضين له, ثم برزت شخصيه اخري طغت علي كل شخصيات الثوره المصريه فأصبحت الرقم واحد في مصر , هذه الشخصيه قامت بالإنقلاب (كما أسميه انا) علي الرئيس الشرعي, وحدث ما حدث من العنف في هذه البلد , شريحه كبيره من المصريين تدعم هذا الشخص وشريحة تقف ضده, ومن رأيي ان المصريين اللذين يقفون ضد رئيسهم الآن اخذوا الموضوع علي انه موضوع ديني بحت , وهنا اتحدث عن جماعة الاخوان المسلمين, لم يقفوا ضد السيسي لأنه انقلب علي نظام شرعي كلا! لان الثوره اطاحت بنظام شرعي كما اطاح السيسي بنظام شرعي اخر , بل وقفوا من اجل الرئيس سابق مرسي لأنه منهم وهذا الواقع (بالنسبه لي).
لو نظرنا الي حساسية هذا البلد وان استقراره من استقرار الامه العربيه , فسنستنتج ان الغرب يجب ان يزعزعوا امن هذا البلد, سنجد ان هذا البلد فيه المسلمون واكثرتيهم من السنه, ويوجد الشيعه كذلك , ونسبه لا بأس بها من النصارى , ونسبه قليله جدا من اليهود, اذا يوجد مجال للفته هنا وجعله صراعا دينيا من جهه وصراعا سياسيا من جهه اخري, العاقل سيترك هذه الفتنه بالطبع, ولكن المغفل سينجر ورائها , وايضا وجود الجماعات المتطرفه فيها تنهك البلاد ولا تحافظ علي الاستقرار فيها.
ليبيا : بلد الجهاد , بلد الموارد الحيويه والبترول ايضا , وبلا شك بلد الطاغيه الاشهر عند العرب وهو القذافي بأبداعاته بخطاباته بلبسه المثير للجدل وتفكيره كذلك , اهل هذه البلد خرجوا اخير علي طاغيها, ولكن لم يكن احد يتوقع هذا الرد القاسي من رئيسها , كذلك لم يتوقع احد رد الشعب بهذا القوه بمساعده خارجيه.
حرب دمويه انهكت البلاد والعباد وفرقت بنو "اللّيبو", قتل الطاغيه اخيرا, عمّت الافراح ربوع البلاد, الشعب يغني , الشعب فرِح , الشعب يرقص ! , ولكن بعد مقتل معمر القذافي بأيام فوجئنا بجود 8 مليون قذافي اخر! وهم ابناء البلد نفسها! قد نسينا وتناسينا ان هذا الشعب ليس متمدن ولا يعرف شيئا عن المجتمع المدني.
ليبيا بفضل الله انها بلد الشعب كله فيها مسلم وسنَي اذ لا توجد صراعات طائفيه , ولك الناس عماهم الجهل بدلا من صراعات الطوائف اتجهوا الي صارعات القبائل (عادوا الي الجاهليه) , لوكونها بلد جهويه بحته وعلي فكرة اقرب دوله في المغرب العربي الي الخليج وشبه الجزيره هي ليبيا , حتي اللسان مشابه كثيراً لدول شبه الجزيره نسباً للأصل وهذا عدا العادات والتقاليد المشابهه ايضا, انقسمت البلاد الي ثلاث ,, ناس تتبع البرلمان المتخاذل (الشرعي) , وناس تتبع المؤتمر الوطني (المنحل) , وناس تتبع تنظيم الدوله الاسلاميه ,, وكل طرف يحارب طرف ,, علي فكره انا لا اعلم ما سبب وجود تنظيم الدوله الاسلاميه ومحاربتها لليبيين مع العلم ان كل الشعب مسلم وسنّي ايضا ! ,, علي العموم الكل يتقاتل في هذه البلاد للأسف.
اليمن : اصل العرب, مظاهراتهم المدنيه اعجبت حتي اعداء الثورات, اظهروا انهم شعب واعي , لكن حدث الانقلاب وبما ان اليمن بها سنه وشيعه اذا هي بيئه مناسبه جدا للنزاعات الطائفيه, كباقي الدول لم تسلم من الفتنه ومازال الوضع مستمر الي الان, قام العرب بالتحالف لضرب القوي المسيطره الان في اليمن وهم الحوثيون , لضمان سلامة الدول المجاوره اولا ثم محاولة التخلص من ابناء الحوثي, حتي القاعده انخفض صوتها في هذا البلد لقوة الحوثيين, وبالطبع نعلم ان مع هاؤلاء ومن موالييهم ومموليهم هو الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح, احكمكم ام اقتلكم هذه هي سياية الطغاة.
سوريا : الشام وارضها الطيبه مهد الحضارات وقبله كبيره ومهمه للعالم الاسلامي , لن اطيل الكلام علي هذا البلد , لان ما اره فيها هو الفتنه بعينها ولأن الحرب هنا تخدم اي متصهين, فنسأل الله ان يريحها من طاغيتها ويفك غمها وحزنها , وان تتوقف الفتنه وان تتوقف حرب الطوائف فيها لان هذه الحرب لا تخدم المسلمين اطلاقا.
نقاشنا هنا يدور حول هذه الثورات, هل بأعتقادكم انها ثورات مباركه ام انها نقمه ومن صنع غربي ولكن الشعب العربي لم يفهم هذا المخطط!
البعض يري الرؤساء يقتلون ابناء شعبهم ويقول لابد من ثورات تطيح بهاؤلاء المجرمين.
والبعض الاخر يري "بيرنارد ليفي" يوزع المال في المظاهرات ويحث الشعوب علي الخروج في مظاهرات فأول ما يدور في عقلهم هو لماذا هذا الصهيوني يقوم بهذا العمل وهو صهيوني فكيف يريد للشعوب العربيه العيش في حريه وسلام وآمان؟ اذا هذه الثورات صنع صهاينه.
رأيي الشخصي : ان الله عز وجل قدر لنا هذا, وان الشعوب تنتفض حتي ولو كان هذا مخطط اسرائيلي , وحتي لو ظهرت جماعات الدمار مثل "تنظيم الدوله الاسلاميه" , فإن الله عز وجل يختبر ايماننا وصبرنا وعزيمتنا علي الدخول في هذه الفتن.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يهلك كل من تسول له نفس القضاء علي الامه الاسلاميه , وان يحمينا وان يجعل كيد كل الطغاة في نحورهم , وان اضرب اللهم الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين.
اتمني ان يكون النقاش جاد وعقلاني وبإحترام.
from منتديات مكسات http://ift.tt/1GlwCw7
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire